مذكراتي (2) : في اليوم الذي كدت افقد فيه روحي

 

 

 اليوم صباحا انطلقت نحو تجربة جديدة لم أكن قد جربتها من قبل

الغوص في اعماق البحار ورؤية عالم لم أكن قد رأيته من قبل

كنت متحمس للغاية للقيام بالتجربة .. من حولي يبدون علامات الخوف

فأحدهم يقول سيشرب الكثير من ماء البحر والآخر يقول لا تذهب للعميق والآخر يعطيني نصائح كثيرة

كنت اقول .. لما كل هذا الأهتمام .. أليس الأمر سهل وغير معقد ؟؟

 

دخلت البحر ورأيت عالم ملكوتي لم أكن قد رأيته من قبل

الشعب المرجانية والأسماك من حولي ذوات الألوان المختلفة

شئ ذو زعنفة صفراء وشئ أزرق كزرقة غريبة والعديد من الكائنات التي لم أراها من قبل

رغبت بلمسها ولكنني خفت أن تلسعني

رأيت الأصداف وهي خالية من اللؤلؤ

ورأيت الأسماك تهرب مني وكأني زائر غير مرغوب به

أنعكاس الشمس على يدي كان يبدو وكأنني في الجنة



 

كنت اسمع صوت تنفسي مع كل نفس .. عرفت قيمة التنفس ..

قد نكون نحن البشر لا ندرك قيمة التنفس أو لا نحس به في حياتنا العادية

ولكن في عمق البحر وأنا محاط بالمياه أدركت أن كل نفس لنا يعني حياة كاملة

الشهيق كان عميق .. والزفير ايضا عميق ..

ومع بعض التسربات يتسلل الماء لي ويدخل الملح داخل رئتي وكأنه يريد سرقة حياتي ههه

الملح في رئتي .. في أنفي .. وفي عيني

 

ذهبت لمكان بعيد جدا فـالشخص المسؤول عني كان متحمس للغاية للسباحة في اعماق كبيرة

ذهبت معه ورأيت البعد من تحتي أكثر من 10 امتار

ومع تسرب الماء فقدت ثقتي وتوازني فغرقت وتمسكت بمن بجانبي بكل قوة  .. في الحقيقة كدت أغرقه معي هه

كانت لحظة عصيبة .. وكأنني اردت أسترجاع كل ما كان لي من حياة

الغباء انني لطالما قلت أنني اتمنى الموت

لحظة الحقيقة كشفت لي مدى جبني ومدى خوفي من الموت أن كل ما كنت اقوله مجرد هراء

حياتي .. نجاحاتي .. اخطائي .. فشلاتي .. اهتماماتي ..

كلها اشياء فكرت فيها بمجرد لحظة استطيع تسميتها لحظة الحقيقة

حينها تجلت لعيني كل حقائق الأمور وأنني لم أنجز أي شئ يذكر حتى الآن

فكرت في عذاب القبر والقيامة والبرزح وحياة ما بعد الموت

فكرت بالكثير الكثير

فقط عندما عدت ادركت أنني عشت من جديد .. أتمنى تكون هذه التجربة صفحة جديدة في حياتي ..