الاثنين، 22 يوليو 2013

قصة قصيرة (1) : فـتـــاة المـطـــر





أفدم لكم اليوم أولى محاولاتي (الفعلية) في عالم القصص القصيرة
لماذا اقول الفعلية ؟؟
لأنني قد جربت من قبل سبع سنوات في المرحلة الثانوية قصة قصيرة اسميتها لا تتركوني وحيداً
ولكنني اعتبرها مجرد هراء لذلك لا اعترف بها إلى حد ما
لذا تجدوني هنا افتخر بأول عمل قصصي قصير ذو حبكة وقصة وهدف ومسار أحداث جيد إلى حد ما
عنوانها : فتاة المطر
أرجو أن تستمتعوا بقرائتها
وتجيبوا عن الأستبيان في نهاية المقالة ^^


  *                *                * 




الصباح باكر والجميع في طريقهِ لعمله..

دخل المقهى ووجده مكتضاً على غير العادة

التفت يمينا ويساراً علّه يجد مقعداً شاغراً

وجد طاولة شبه فارغة تجلس عليها فتاة وبجانبها مظلة رمادية

تقدم نحوها بهدوء.. وعند اقترابه منها أمعنَ نظرهُ فيها حيث وجدها تسبح في قراءة كتاب كان بين يديها

وبجانبها كوب قهوة لازال ساخناً

          -          اممم عذراً يا آنسة

رفعت رأسها وبدت كأنها نهضت تواً من خوضها في عالم كاتبها ذاك.
          -          أعذرني يا سيد .. لم أنتبه لوجودك .. هل أنتظرتَ طويلاً ؟ كيف يمكنني مساعدتك ؟

أجابها وإبتسامة هادئة تعلو وجهه:
          -          اوه ، لا لم انتظر أبداً فقد جئت للتو .. كنت في الحقيقة اتساءل إذا كان بإمكاني مشاركتكِ الطاولة
                     لأن المقهى كما ترين.. يعجُ بالزبائن.


أجابته بإرتباك:
          -          بالتأكيد يمكنك ذلك .. الكل يتوق لشرب كوب القهوة الصباحي فهو يبعثُ شعوراً لا مثيل له.

وضع حقيبته جانباً ونادى الندالة: كوب قهوة لو سمحتي.

وصلت إليه القهوة وأخذ يرتشفها ويتأمل خلال النافذة بجواره تارة ، وتارةً أخرى يأخذ لمحة على وجه تلك الفتاة

كانت تبدو وكأنها تعيش في عالم الكتاب

قهوتها بردت ، وعيناها تنظر بتركيز شديد في كل كلمة تقع عليها.

كانت تضع نظارة بسيطة .

وشعرها البني القصير ينسدل على كتفيها

بدت كشخصٍ مُنظم .. فقد كان واضحاً إهتمامها بمظهرها.. ازرار قميصها مُتداخلة بأناقة وشرائطها معقودة بشكل لطيف

كانت ملامحها تبعث على الراحة

وعلى نحوٍ مفاجيء!! رفعت رأسها نحوه وهو غارقٌ في تأملها

أبتسمت  له وقالت:
          -          يبدو انني نسيت قهوتي  لتبرد كماعادتي السيئة

ضحك واردف:
  -          بالفعل، لاحظت هذا .. يبدو انكِ تقرأين كتاباً ممتعاً وقد انستكِ متعتهُ كوب القهوة الخاص بكِ

          -          نعم
    استمتع حقاً بقراءة هذه الرواية الشهيرة .. إنها رواية البؤساء للكاتب الفرنسي المشهور فيكتور هوجو
    كل صفحة في روايته تجعلك تسبح في عالم من الخيال فأوصافه لطيفة واقتباساته رائعة

         -          نعم .. بالفعل إنها رواية رائعة جداً .. أخبريني لمَ تحملين هذه المظلة الرمادية في يوم مشمس جميل كهذا ؟؟


شاحت بنظرها نحو تلك المظلة وبدت عيناها يغمُرها الحنين لشيءٍ ما.

ساد بينهما صمتٌ قصير، ثم كُسر حاجز الصمت بكلماتها المليئة بالذكريات

          -          ذات مرة، قالتها وصمتت لبرهة ..

          -           ذات مرة عندما كنت في المرحلة الأعدادية ، وبينما أنا في المدرسة .. لسبب ما نسيت أخذ مظلتي
          نزل المطر وقتها بغزارة.. فأضطررت للذهاب لمنزلي تحت قطرات المطر الغاضبة وابتلّت ثيابي بالكامل
                      اقترب مني رجل وهو يبتسم وفي يده مظلة رمادية .. خبأني تحتها 
                     وقال لي :  ليس من الجميل رؤية آنسة مثلكِ تقف تحت المطرالغزيروكأن كل قطرة منه دموعها


في البداية ظننته مجرد رجل كثير الكلام ولكنه كان لطيف للغاية
دعاني نحو هذا المقهى وأخذ يحدثني عن ولعه بالروايات والأعمال الأدبية وكُتّابها
فيكتور هوجو .. تشارلز ديكنز .. كونان دويل .. أو حتى شيكسبير
وعندما ألتقطت انفاسي وشربت كوب القهوة الموضوع أمامي.







قال لي :  سأهديكِ هديتين فإحتفظي بهما وتذكريني

سألتهُ : ولمَ الهدايا ؟؟  أليس من الغريب أن تعاملني بكل هذا اللطف بالرغم من أنك تعرفني للتو ؟؟
ابتسم نحوي : أنا روائي .. قد أكون في بداياتي ولكن كل موقف اراهُ أو اسمعه أو أشعربه يلهمني لكتابة رواية اليوم
عندما رأيت حالكِ تحت المطرحصلتُ على فكرة لروايتي القادمة .. سأسميها "فتاة المطر" .



صمتت قليلاً والتفتت نحو النافذة وتابعت كلامه

          -          ومنذ ذاك اليوم وأنا أحتفظ بروايتهِ المفضلة ؛ البؤساء، ومظلتهِ الرمادية الجميلة واستمتع بشرب القهوة هُنا





لذا تجدني أحمل هذه المظلة معي أينما ذهبت خصوصاً عند قدومي لهذا المقهى .




صمت الرجل قليلاً وابتسم :

          -         مـنذ المرحلة الإعدادية حتى الآن؟ .. يبدو أن ذلك الرجل لم ينهي روايتهُ بعد




           -         ضحكت بلطف : ومن قال لك أنه لم ينهيها ؟؟
                     لقد أنهاها وأهداني إياها .. ولكني حتى الآن لم أقُم بقرائتها
                     قد تستغرب مني ذلك، ولكني لا أملك الشجاعة لقراءتها .





ضحكت الفتاة وكانت ضحكتها كجمال الليل والنهار

ثم أنحنت وسحبت معطفها ومن داخل جيبه أخرجت له كتاب عنوانه (فتاة المطر) .



*        *        *
 

            اتمنى اعجبتكم قصتي القصيرة ..

                    هنالك فقط عدة اسالة استبيانية احببت طرحها عليكم ^^

                    1/  ما تقييمك العام للقصة ؟؟ وما أرائك النقدية حولها ؟؟

                    2/  هل احسست أنك استطعت تخيل القصة بكل تفاصيلها ؟؟

                    3/ إذا كنت ترى ان القصة تحتوي بعض الأخطاء فهل بإمكانك إخباري عنها ؟؟

                    4/ كيف تخيلت شخصية الرجل .. أو الفتاة .. أو الروائي ؟؟

                    5/ هل ترى أن القصة ترمي إلى معاني جميلة ؟؟ ما هي بنظرك


*        *        *
في النهاية أحب أشكر الجميع على القراءة وأشكر بشكل خاص
 الأخت أسماء على التدقيق اللغوي




لأنني صراحة كتبتها على عجاله وهي قامت بتعديل الكثير من النقاط
فشكرا جزيلا لها
عموما شكرا لكم على القراءة وإلى اللقاء حتى قصة قصيرة قادمة ^^