بصراحة هذا الموضوع ليس من كتابتي ولكنني احببت نقله لأكبر شريحة ممكنة
اتمنى الفائدة للجميع والشكر الجزيل للكتاب وهنا المصدر الاساسي
الأسطورة الآرثرية
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أعلم مقدار تأثير الأسطورة الآرثرية في القصص التي نقرأها أو نشاهدها إلا بعد التعمق فيها. أصولها موجودة في قصص أكثر مما تخيلت، من القصص البسيطة التي كنت أقرأها طفلًا إلى أفلام ومجلات ديزني وميكي ماوس وحتى أنيميات اليوم.
اليوم ترجمت الأسطورة الآرثرية، وسنقرأها كلنا على شكل قصة لا تتكرر. قصة جمعت الحب والشهامة والوفاء والعدل والحكمة بالخيانة والكراهية والحقد. القصة بحد ذاتها أسطورية…
لعبة Tomb Raider: Legend المبنية على أسطورة الملك آرثر وسيفه
يقال أن الملك آرثر شخصية خيالية لم تنشأ إلا من خلال الأدب والشعر البريطاني،عاش بين نهايات القرن الخامس ونهايات القرن السادس، هذه بعضها مضافة إلى بعض ومبسطة لتكون واحدة من القصصة الكاملة عنه:
الجزء الأول: ميرلين والملك أوثر
كان هناك ساحر اسمه ميرلين ولد وعاش في مكان مكان اسمه “أرخبيل الأحلام”، ولكن بعد محاولته تحدد مصير الأرخبيل بقدرته على التنبؤ بالغيب ينفى منه، بعدها بفترة قصيرة يصبح المسؤول عن الكأس المقدسة في مكتبة الإسكندرية، ولكن يقبض عليه (ويتمكن من الهرب) بعد محاولته سرقتها. يهرب ميرلين من الإسكندرية إلى بريطانيا.
كان يحكم بريطانيا في ذلك الوقت الملك أووثر بيندراغون، كان عادلًا وذا قيادة حكيمة والمواطنون سعيدون في بلادهم ويشعرون بالأمان. على أية حال، كان الملك أوثر في حالة عويصة، فهو بلا ولد يرث منه عرش بريطانيا، ولا بنت تسعد قلبه. والأكثر من ذلك أنه واقع في غرام إيغراين، زوجة دوق تينتيجل (لا اسم معروف لهذا الدوق).
أملًا في لقاء إيغراين، يدعو أوثر كل النبلاء في البلاد إلى مأدبة في قلعته، ويحضر دوق تينتيجل مع زوجته إغراين. لكن الملك آوثر كان مصممًا على الحصول على إغراين، وبملاحظة هذا، يغضب الدوق ويأخذ زوجته عائدًا إلى قلعته بدون إشعار مسبق. لم يحدث من قبل أن يغادر شخص مأدبة ملكية دون إذن رسمي من الملك نفسه، طالب الملك بعودتهما ولكنهما رفضا. فنشأت معركة كبيرة بين جيش الملك وجيش الدوق.
يذهب الملك أوثر إلى الساحر ميرلين يائسًا وباحثًا عن المساعدة، يعطف عليه ميرلين ويوافق على مساعدته مقابل شرط وحيد. أي طفل ينتج من لقاء الملك أوثر وإغراين سيأخذه ميرلين في رعايته، ويوافق الملك أوثر على هذا الشرط. يلقي ميرلين تعويذة على الملك أوثر جعلته يبدو مثل الدوق تمامًا. يذهب أوثر منتحلًا شخصية الدوق إلى قلعة تينتيجل حين كان الدوق في يقاتل في المعركة، ويتجه آوثر إلى حجرة الدوقة حيث حبست نفسها. بعد رؤيتها أوثر ظنته زوجها الدوق وجرت إليه، ثم أمضيا الليلة معًا. بعد فترة قصيرة أعلن عن مقتل الدوق في المعركة، فيستحوذ أوثر على تينتيجل ويتزوج من إغراين.
تمضي تسعة أشهر وتلد الملكة إغراين طفلًا أسمياه آرثر. ولكن الملك كان قد وعد ميرلين بتسليمه أي طفل تلده إغراين منه. فيسلم أوثر ابنه إلى ميرلين مكرهًا، عند وداع إغراين لابنها أخبرها ميرلين أن هذا لمصلحة ابنها ولكنها لم تسامحه أبدًا.
الجزء الثاني: السيف في الصخرة
يأخذ ميرلين آرثر إلى قلعة السير إكتور أحد مخلصي الولاء للملك أوثر ويتربى آرثر هناك دون أن يعلم أحد أنه أمير، ولا حتى السير إكتور نفسه. هناك يتربى آرثر كطفل غير شرعي للسير إكتور الذي كان لديه ابن آخر، السير كي. وبما أن آرثر تربى كطفل غير شرعي فقد كان السير كي وأصدقاؤه يتحرشون بآرثر ويضايقونه، وحتى السير إكتور وزوجته كانا يحتقرانه، فنشأ يشعر بالعار من حياته غير مدرك للدماء الملكية التي تجري في دمه.
بالعودة إلى الماضي قليلًا، وبالتحديد بعد عدة أشهر من تسليم الملك أوثر وإغراين آرثر إلى ميرلين، يمرض الملك أوثر ويموت بعدها بزمن قصير، مخلفًا وراءه عرشًا بلا وريث وشعبًا يائسًا بلا حاكم. فيتنازع دوقات ولوردات بريطانيا على من يستحق حكم البلاد. ووسط هذه المعمعة يستدعي النبلاء ميرلين بحثًا عن الحل. ميرلين الذي يعلم عن موضوع آرثر بنى حجرًا كبيرًا فوقه سندان في فناء كنيسة في ويستمينستر إحدى مناطق لندن. في السندان كان هناك سيف مغروز فيه نحت على نصله:
“من يسحب هذا السيف من هذه الصخرة سيكون أحق وأكثر الملوك حكمة في تاريخ إنجلترا كله.”
يشرح ميرلين أن السيف سحري، وفقط أفضل من يمكنه حكم إنجلترا يستطيع سحب السيف من الصخرة.
تهافت النبلاء من جميع أنحاء إنجلترا ليحاولوا سحب السيف من الصخرة، ولكن لم يستطع أي منهم حتى أعتاهم قوة وأشدهم صلابة. فينسى الناس موضوع السيف وتؤول بريطانيا إلى فوضى أكبر.
نعود الآن إلى الحاضر حيث كبر الصبي آرثر، فيعرف ميرلين بنفسه إليه، وأصبح الاثنان صديقينمقربين يلتقيان دائمًا بعد إنهاء آرثر لأعماله المنزلية في قلعة السير إكتور. علم ميرلين آرثر في الكثير من المواضيع المتنوعة، مثل كيف أن العلم أقوى من القوة الجسدية.
رغم أن آرثر كان صبيًا هزيلًا أعجف يستحيل عليه سحب السيف من مغمده، إلا أن ميرلين رأى فيه القدرة على الغدو حكيمًا وقادرًا على توحيد بريطانيا من جديد وإنقاذها من الفوضى التي هي فيها. ومع تعلم آرثر واكتسابه الخبرة، ساعد الساحر الأمير الصغير لإدراك قدرته الكاملة: القدرة على العظمة، والقدرة على الحكم بالعدل والرحمة، ما سيجعل بريطانيا أعظم مملكة عرفت على الإطلاق.
بعد يوم واحد من عيد ميلاد آرثر الخامس عشر، يأخذه ميرلين إلى السيف في الصخرة. وتجمع الناس منتظرين في توتر. تقدم أخ آرثر غير الشقيق السير كي ابن السير إكتور أولًا لسحب السيف ولم يتحرك السيف قيد أنملة. ثم حاول الملك آرثر، انسل السيف من الصخرة بسهولة، صفق الناس وهللوا وتوجوا آرثر ملكًا لإنجلترا.
آرثر وميرلين بالأعلى في فيلم ديزني “السيف في الصخرة The Sword in the Stone” عام 1963
سحب السيف من الصخرة في أنيمي Nanatsu no Taizai
سحب السيف من الصخرة في أنيمي Dragon Ball Z
الجزء الثالث: تكوين المملكة العظيمة
بعد التتويج أثبت الملك آرثر أنه أعظم محارب عاش في كل العصور. بفضل مهارته القتالية والقيادية طرد كل غزاة بريطانيا من أراضيها بمن فيهم قبائل الساكسون الألمانية. ولكن قوته الحقيقية كانت تكمن في حكمته التي اكتسبها من معلمه ميرلين الذي علمه استخدام عقله بدل القوة الجسدية للتغلب على خصومه. وعلمه القتال من أجل شعبه وحمايتهم دون أطماع أخرى.
وهكذا أنقذ آرثر بريطانيا من نكستها، وبدأ الرخاء يعود إلى الناس الذين تقبلوه ملكًا جديدًا عليهم، حتى الدوقات واللوردات لم يجرؤوا على التنازع على الحكم بعد ذلك، فالمملكة عادت للعيش في سلام والقوانين كانت منصفة ورحيمة، ومعاملته للشعب كانت عادلة. أسمى الملك آرثر مملكته بكاميلوت، وشعار نبالته كان التنين الأحمر.
ولكن مثل ما كان أبوه تمامًا، لم يكن لآرثر زوجة ولا عشيقة. ذات ليلة جاءت فتاة جميلة إلى قلعته تطلب اللجوء إليها. كانت تلك الفتاة ذات جمال وفتنة لم تراها عين الملك آرثر من قبل قط، وبقي معها تلك الليلة، لكنها غادرت في الصباح التالي وعاد وحيدًا من جديد. لم يعرف اسمها حتى، فنساها وتجاوز عن مشاعره نحوها.
في إحدى الليالي كان الملك آرثر يحارب لطرد الغزاة من أراضيه، ورغم خروجه من المعركة منتصرًا إلا أن سيفه قد كسر، فقرر المبيت في إحدى القلاع تلك الليلة. حاول ميرلين إقناعه بالعدول عن تلك الفكرة لكن الملك آرثر أصر عليها. وفي تلك الليلة بينما كان نائمًا، أيقظه صوت قيثار يتردد صداه في أرجاء القلعة، فنزل من سريره وتتبع مصدر الصوت حتى وصل حجرة نوم بها فتاة تعزف. اسم الفتاة كان غوينيفير، وكانت تلك فعلًا أجمل فتاة يقع بصر الملك آرثر عليها.
حذر ميرلين الملك آرثر أن غوينيفير لن تجلب له سوى البؤس، ولكن آرثر أصر على الزواج منها وذهب لخطبتها من أبيها الذي وافق بكل سرور. وتم إعلان الخطبة في نفس اليوم واحتشد شعب مملكة كاميلوت محتفلًا برؤية ملكهم المحبوب واقعًا في الحب وسعيدًا، كل من في المملكة كانت تملأه السعادة والسرور عدا ميرلين.
لاحقًا في نفس اليوم يأخذ ميرلين آرثر إلى بحيرة ضبابية، وهناك أخبر ميرلين آرثر أنه في الجانب الآخر منها توجدجزيرة أفالون، ومن يعيش عليها لديهم قوى خارقة يستخدمونها للخير والشر معًا.
وفجأة، تخرج امرأة جميلة من الماء حاملة بين يديها سيفًا رائعًا مرصعًا بالجواهر، ويتحدث ميرلين:
“إن أصريت على إحاطة نفسك بالأخطار فستحتاج سلاحًا قويًا لحماية نفسك. هذه نيموه، سيدة البحيرة، وهذا السيف هو إكسكاليبر، سيف ذو قوة طاغية يمكنها شق الصلب والحديد، ولكن السحر الحقيقي يكمن في غمده، أيًا كان من يحمل الغمد فإنه لن يموت من جراحه. أبقه دائمًا بجانبك ولا تجعله يفارقك أبدًا.”
بعد ذلك بفترة يتزوج الملك آرثر من غوينيفير. وكهدية لزواجهما، يعطي والد غوينيفير الزوجين مائدة مستديرة كبيرة حتى تسِع كل فرسان الملك. على كل كرسي كان هناك صفيحة معدنية نقش عليها اسم الفارس الذي يجلس عليه. كل الكراسي كانت كذلك ما عدا كرسي وحيد، سيج بيرلوس، هذا الكرسي كان محجوزًا حتى يأتي أعظم الفرسان على الإطلاق، وأي شخص غيره يجلس عليه فسيموت في الحال. أسعدت تلك الهدية الملك آرثر لأنه كان قلقًا من اختلاف أماكن فرسانه من قبل، ولكن مع مائدة مستديرة فسيمكن للجميع الجلوس بطريقة منصفة والنقاش دون تفضيل أحد على آخر.
مرت عدة سنوات عاش فيها الملك آرثر مع غوينيفير حياة زوجية مبتهجة، اعتنى فيها آرثر بزوجته بكل حنانه وعطفه، ولم يتوان أبدًا عن أي أمر يجعلها سعيدة. عاشا معًا هناء، إلى أن جاء لانسلوت…
بعض فرسان المائدة المستديرة في Code Geass
الجزء الرابع: ابن آرثر
جاء 4 غرباء عند بوابات قلعة الملك آرثر، نظر آرثر من فوق الحواجز إليهم ومعه ميرلين، فوجدهم 3 نساء وصبي في الرابعة عشرة، سأل آرثر: “من هؤلاء؟” أجابه ميرلين: “هؤلاء أخواتك من والدك أوثر بيندراغون، اثنتان منهن جاءتن للمصالحة معك في سلام، ولكن الثالثة مورغان لا في شريرة، جاءت بنية إسقاطك من عرشك، تمنيت ألا أراها في كاميلوت”. ثم نظر آرثر إلى الصبي وسأل: “من هذا؟” حذره ميرلين: “لا أظنك تريد معرفته”. ولكن آرثر أصر فأكمل ميرلين: “إنه ابنك موردرد من أختك مورغيز، من جاءت تلك الليلة طالبة اللجوء إلى القلعة لم تكن سوى مورغيز. إنها مورغان لا في من خططت لهذا بالسحر، ستستخدمه ضدك، سوف يخونك”.
الجزء الخامس: نهاية ميرلين
في كل المملكة، لم يكن هناك سوى مخلوق واحد قادر على خطف أنظار ميرلين. إنها نيموه سيدة البحيرة. كانت شابة فائقة الجمال، ومخلوقة سحر مثله. كلما نظر إليها زادت رغبته فيها، صار مغرمًا بها. أصبح يمضي كل دقيقة من يومه في مغازلتها والتودد إليها. أعظم سحرة المملكة ميرلين وقع في الحب.
ولكن نيموه انزعجت من تصرفاته المتزيادة وأرادت تخليص نفسها منه. ولكنها خافت من عواقب رفضها له، فتظاهرت بمشاركة حبه لها واستغلته لتعليمها سحره وكل أسراره حتى يمكنها يومًا ما تحرير نفسها.
ذات يوم طلبت نيموه من ميرلين الذهاب في رحلة داخل الغابة حتى يعلمها المزيد من سحره، كان ميرلين يعلم أن هذه هي نهايته، ولكن غرامه بها منعه من الرفض. وفي الغابة تعلمت نيموه كل ما يمكن لميرلين تعليمها إياه، ثم ذهبا إلى كهف قال ميرلين أنه مكان ذو قوة عظيمة. عرضت نيموه على ميرلين الدخول أولًا، وحالما دخل ميرلين الكهف ألقت نيموه بتعويذة أغلقت بها مدخل الكهف. حاول ميرلين بكل التعاويذ التي يعرفها لفتح المدخل مجددًا، ولكن ما أقفل المدخل كانت إحدى تعاويذه نفسها، حتى سحره العظيم لا يمكنه كسرها. وهناك تركته نيمو وحيدًا بائسًا، يقول البعض أنه لا يزال هناك حتى اليوم.
الجزء السادس: لانسلوت
مع اختفاء ميرلين، أخذت سيدة البحيرة نيموه دور مستشار الملك آرثر، فرغم كرهها لميرلين إلا أنها أحبت آرثر، وعظمته لكل ما فعله من أجل توحيد بريطانيا.
ذات يوم جاءت نيموه إلى الملك آرثر مع هبة، رجل شاب، قالت نيموه لآرثر:
“ضمه إلى قلعتك ودربه على فن الفروسية (أي تعاليم الفرسان)، كرمه كفارس متى ما طلب ذلك”.
ذلك الشاب كان لانسلوت دو لاك الذي رأى آرثر فيه مستقبل مقاتل واعد، فوافق على ذلك، وغادرت السيدة.
لانسلوت يقف في البحيرة الضبابية لسيدة البحيرة التي ربته، كما تم تصويره في شارة النهاية لأنيمي Fate/Zero
لانسلوت في Code Geass، الاسم له علاقة كبيرة بصاحب الآلة وشخصيته في الأنيمي مع الأسطورة الآرثرية
طلب لانسلوت التكريم كفارس في نفس ذلك المساء. تفاجأ آرثر من رغبة لانسلوت في أن يكون فارسًا بهذه السرعة، ولكن لانسلوت أصر أنه مستعد لذلك فوافق آرثر. في الصباح التالي عقد حفل التكريم واحتفل كل من في القلعة. طلب لانسلوت أن يكون فارس الملكة أو ما يسمى ببطل الملكة، وهذا ما يجعل واجبه الملكي حماية الملكة والدفاع عن شرفها. كانت مهارة لانسلوت في المبارزة لا يشق لها غبار ولا يوجد لها مثيل، وأكثر من ذلك، أصبح صديقًا جيدًا للملك آرثر الذي كان لا يفترق عن زوجته.
اختفى لانسلوت ذات يوم دون سابق إنذار. قام الملك والملكة بكل ما بوسعهما للبحث عن صديقهما ولكن لا أحد في المملكة كان يعلم عن مكانه. مرت السنوات دون نسيان آرثر وغوينيفير لصديقهما. حتى عاد في أحد الأيام وقد أصبح شاحبًا وهزيلًا، عندما سألاه عما حدث كانت لديه قصة طويلة لسردها.
في غيابه، قال لانسلوت لآرثر أنه ذهب إلى مدينة كوربينك المحكومة من قبل ملك يدعى بيلياس، الملك الصياد. بينما كان هناك هاجم المدينة تنين ضارٍ جعل الناس يفرون في رعب، ولكن لانسلوت بقي وحارب التنين حتى قتله، استخدم درعه ليقي نفسه من النار وطعنه بسيفه حتى موته. هلل الناس بعد انتصاره، وكمكافأة له دعاه الملك بيلياس إلى مأدبة على شرفه.
في المأدبة قال له الملك بيلياس: “سترى الآن شيئًا لم يره فارس آخر من قبل”. فدخل 3 خدم إلى الغرفة، أوسطهم كان يحمل الكأس المقدسة التي شرب منها المسيح في العشاء الأخير الشهير.
الكأس المقدسة هي طبق أو لوح أو كوب لها قدرة إعجازية.
الكأس المقدسة في Fate/Zero
قال الملك بيلياس للانسلوت: “مُرر الكأس إلي من قبل سلفي يوسف الرامي“. شك آرثر أن ما يقوله لانسلوت ليس سوى دجل ولكن لانسلوت أقسم أنه رأى الكأس المقدسة فعلًا.
وأضاف لانسلوت أنه لم يرى الكأس المقدسة فحسب، بل ورفضته بسبب حبه غير الطاهر لزوجة رجل آخر: الملكة غوينيفير زوجة آرثر. لم يتحمل آرثر سماع هذا، ولكن لانسلوت توسل أن يستمر بالاستماع إليه. في كل تلك السنين كانت غوينيفير هي حب لانسلوت الحقيقي، غيرته عليها دفعته إلى الجنون، وبعد مغادرة مملكة كاميلوت ذهاب للعيش في الغابات كرجل معتوه. وبعد ذهابه إلى كوربينك وهزيمته التنين قدم إليه الملك بيلياس ابنته إلين، أحبت الفاتنة إلين لانسلوت حبًا جمًا، ولكن قلبه كان ملكًا لغوينيفير. لاحقته إلين بلا هوادة واستخدمت السحر لتوقعه في شباكها، وحظيا بطفل ذكر أسمياه غالهاد. عندما علم لانسلوت بما فعلته هرب متنكرًا.
وبينما كان آرثر ولانسلوت يتحدثان وصلا إلى نهر حيث رسى على ضفته زورق كبير حاملًا جثة امرأة ميتة. عندما وصلا إليها ونظر لانسلوت إلى المرأة أشاح بنظره بعيدًا، لأنها لم تكن سوى إلين التي أقدمت على الانتحار.
الجزء السابع: البحث عن الكأس المقدسة
في الليلة السابقة لعيد العنصرة، جاءت امرأة جميلة إلى قلعة الملك آرثر وطلبت من لانسلوت أن يتبعها إلى الغابة. لانسلوت الشهم كالعادة وافق على ذلك وخرج الاثنان معًا. ركبا خيولهما حتى وصلا إلى دير لراهبات، وحال دخولهما لاحظ لانسلوت أن اثنين من أبناء عمه كانا هناك، السير بورس والسير ليونيل. ثم قدمت الراهبات رجلًا شابًا للانسلوت وطلبن منه تكريمه كفارس، فوافق لانسلوت وتم ذلك. في اليوم التالي وبينما كان لانسلوت وأبناء عمه في طريقهما للعودة إلى قلعة آرثر، لاحظ السير بورس أن الرجل الشاب يشبه لانسلوت كثيرًا، لا بد أنه ابنه من إلين.
عندما عاد لانسلوت إلى كاميلوت تم استدعاء الفرسان للقاء على المائدة المستديرة. وعندما جلس على كرسيه لاحظ نقشًا فوق سيج بيرلوس (الكرسي المحجوز من قبل ميرلين للفارس للشجاع) يقول:
“مضت أربع مئة وخمسون سنة منذ شغف سيدنا المسيح عيسى، وفي يوم عيد العنصرة، هذا الكرسي سيجد سيده”.
بعد بدء الاجتماع، دخل فارس كهل إلى القاعة ومعه الشاب الذي كرمه لانسلوت كفارس الليلة السابقة، لقد كان هو غالهاد ابن لانسلوت من إلين. أخذ غالهاد مكانه الموعود، كرسي سيج بيرلوس.
أثبت غالهاد نفسه سريعًا كأفضل فارس في كل العصور. فبينما كان والده ذا شخصية قوية وساحرة، كان غالهاد ذا قلب نقي وامتنع عن محاولته الغدو كشخصية أبيه من أجل تحقيق أهداف أسمى.
بحث العديد من فرسان آرثر عن الكأس المقدسة، ولكنهم كانوا يعودون إما بجراح خطيرة أو أسوأ. ثم خرج 3 فرسان للبحث عنها: سير لورس، سير بريزيفيل، وسير غالهاد، وذهبوا إلى كوربينك على متن سفينة بحثًا عن الملك بيلياس جد غالهاد.
عندما وصل الفرسان الثلاثة إلى إلى كوربينك استقبلهم مضيف من عائلة إلين، ثم أحضر الملك بيلياس سيفًا مكسورًا إلى 3 قطع. عندما أمسكهم غالهاد اجتمعت قطع السيف مجددًا، كانت تلك علامة، علامة أن غالهاد يمتلك رؤيا، وأنه قد رأى عجائب لا تخطر على قلب بشر. عندما استفاق غالهاد من ذهوله كان يعلم أن هذا يجب أن يحدث.
كانت الكأس المقدسة في بريطانيا، ولكن كاميلوت لم تكن تستحقها، فكان على الفرسان أخذ الكأس إلى مدينة سيريس المقدسة في الشرق الأوسط لتحقيق رغبة الرب.
عاد الفرسان الثلاثة إلى سفينتهم ليجدوا الكأس المقدسة تنتظرهم هناك، فأخذوها إلى مدينة سيريس اتباعًا للتعليمات. وهناك ظهر ضوء عظيم في السماء، وارتفعت الكأس إلى السماء إلى الأبد، بعيدة عن أيدي البشر.
من الفرسان الثلاثة الذين خرجوا للبحث عن الكأس المقدسة لم يعد منهم إلا السير بورس إلى كاميلوت ليخبرهم بما حدث، فالسير بريزيفيل تأثر بما رآه وقرر عيش بقية حياته كناسك في الغابات خارج سيريس، والسير غالهاد الذي رأى رؤياه عن الكأس المقدسة مات بعدها بفترة قصيرة، متخليًا عن حياته ليبقى نقيًا إلى النهاية.
الجزء الأخير: الخيانات وسقوط الملك
بعد موت غالهاد، عاد لانسلوت إلى كونه أفضل فرسان الملك آرثر، وعلى الرغم أن آرثر يعلم بحب لانسلوت للملكة غوينيفير، إلا أنه فقد الكثير من الفرسان في رحلة البحث عن الكأس المقدسة، وأيضًا لانسلوت كان فارسًا مخلصًا وصديقًا مقربًا.
ذات ليلة، جاء موردرد (ابن آرثر غير الشرعي من أخته) إليه وأخبره أنه رأى لانسلوت في مكان قريب، ولم يكن وحده، بل كانت الملكة معه.
قال موردرد: “عقوبة الخيانة الزوجية هي الموت”، مذكرًا آرثر الذي وافقه على ذلك، فخططوا لكمينهم.
في اليوم التالي، أخبرت غوينيفير آرثر أنها ستخرج للتنزه مرة أخرى، وعندما غادرت تبعها مودرد وبعض رجال آرثر، وحالما لاقت لانسلوت هجموا عليهما وتمكنوا من الإمساك بغوينيفير، ولكن لانسلوت استطاع الفرار.
وفي كاميلوت، تمت محاكمة الملكة بتهمة الخيانة الزوجية وإثباتها مذنبة. ربطت غوينيفير على وتد كبير وأُشعلت المشاعل استعدادًا لحرقها. وقبل إشعال النار فيها بلحظات هاجم لانسلوت ورجال وحرروها، وبينما كان رجال آرثر يصدون الهجوم تمكن العشيقان من الهرب.
بدأ آرثر رحلته للبحث عن لانسلوت وغوينيفير فورًا، ووجدهما سريعًا في قلعة لانسلوت في ويلز، فطوق آرثر ورجاله القلعة بحصار لعدة شهور. ثم تم التوصل إلى اتفاق بينهما: ستعود غوينيفير إلى آرثر، وينفى لانسلوت إلى فرنسا.
ولكن آرثر لا يزال غاضبًا من خيانة لانسلوت له، فيتبعه إلى إلى فرنسا سعيًا إلى الانتقام منه، ويترك الحكم مؤقتًا إلى موردرد. وبينما هو في فرنسا تلقى آرثر آخر خبر تمنى سماعه في حياته، لقد أعلن موردرد نفسه ملكًا واتخذ من غوينيفير ملكة له. والآن ليس أمام آرثر سوى العودة إلى كاميلوت والدفاع عن مملكته.
في أحد أحلام آرثر تم تحذيره ألا يحارب موردرد على الفور، ولهذا أرسل رسلًا إلى معسكره محاولًا التفاوض. أثناء المفاوضات لدغت أفعى أحد رجال موردرد، فسحب سيفه ليقتلها، لمعت الشمس على نصل سيفه ورأى الجيشان ذلك اللمعان، فظنوا أن أحدهم سحب سيفه للقتال، وبدأت معركة كاملان الكبيرة.
استمرت الحرب طاحنة طوال اليوم، كانت حربًا لقتل آخر رجل من الطرف الآخر. وأثناء المعمعة أسقط آرثر سيفه إكسكاليبر وغمده. رأى آرثر موردرد فالتقط رمحًا وهجم عليه، في المقابل رد موردرد بالهجوم عليه بسيفه، شق السيف جمجمة آرثر في نفس اللحظة التي اخترق فيها رمحه قلب ابنه المليء بالكراهية.
أنيمي Fate/Zero يصوّر النزال بين آرثر وموردرد في شارة النهاية
وبينما استلقى آرثر يحتضر، كانت أمنيته الأخيرة رمي إكسكاليبر وغمده في البحيرة التي أتى منها.
من بين ضباب البحيرة، خرجت ثلاثة جنيات، ووضعن آرثر على متن زورق وأرسلوه إلى الجزيرة الغامضة أفالون لتتعالج جروحه هناك. يقول البعض أنه لا يزال راقدًا هناك فوق تل مجوف، وسيستيقظ للدفاع عن بريطانيا إذا ما احتاجته يومًا ما.
لدي طلب واحد بعد إنهاء سرد قصة الأسطورة الآرثرية:
اذهب وأعد مشاهدة Code Geass أو شاهده إذا لم تكن قد فعلت من قبل.
إن كنت سأصف قصة Code Geass فسيكون وصفي:
“قصة جمعت الحب والشهامة والوفاء والعدل والحكمة بالخيانة والكراهية والحقد. القصة بحد ذاتها أسطورية…”
ثم ارجع وأخبرني ما الذي اختلف عن مشاهدتك الأولى وما إذا كانت تغيرت نظرتك عنه (بالطبع سيكبر في عينك ولكن إلى أي مدى).
وبالطبع مشاهدة Fate/Zero ستصبح ألذ إذا لم تكن شاهدته بعد. وربما أيضًا رواية “شيفرة دافنشي”.
وأراكم في تدوينات أخرى إن شاء الله
انتهى ...